بذور الأمانة قصة حلوة اوي

بذور الأمانة

منذ زمن بعيد , و في عهد من العهود الذهبية القديمة ,كان ملك عجوز قمة في العقل و الحمكة , يحكم مملكة

صغيرة جميلة , و كان العدل مرشد حكمته و العدل سمته , و الرحمة مشعله الذي يهتدي به .

مع ذلك كانت هناك أفكار حزينة تطارد الملك و تلازمه فترتسم على جبينه الوضاء تجاعيد كثيرة تزداد عمقا

يوما بعد يوم لأنه لم يرزق بطفل أو طفلة . فمن الذي سيوليه العرش و يلبسه التــاج ليكون خليفـته ؟ من الذي

سيكمل أعماله العظيمة بعد موته ؟ كان ذلك هو السؤال الذي يؤرقه في صحوه و نومه , و يسبب له تعاسة لا

حدود لها .

و كان مستشارو الملك ينصحونه قائليــن : اتخذ طفلا من عائلة نبيلة و قم بتربيته على مبادئك ليكون خليفة لك.

لكن الملـك كان يتردد أمام هذه النصيـحة , وكان النبلاء و الأعيان يرشحون له أولادا من أقربائهم و يمتدحون

له صفاتـــــهم و فضائلـــهم , لكن من أين له أن يعرف حقا من منهم الذي يستحق بالفعل أن يحصل على التاج

الملكي ؟ آه ! إن الأمثلة الشعبية للأجداد القدماء لم تأتي من فراغ ! بالطبع هو يرجو أن يكون خليفته عاقــلا و

حكيما , لكنه ينبغي أن يكون قبل كل شيء أمينا و صادقا و صريحا .

و بعد مشـــاورات طويلة بينه و بين نفسه توصّل الملك إلــى فكرة , و أمر بإحضار أولاد المـملكة جميعهم و

أعطى كل صبي و صبيّة بعضا من البذور و قال لهم : ازرعو هذه البذور و اعتنو بها جيدا , والذي سيحصل

على أجمل زهور سيئول إليه عرشي سواء كان ولدا أو بنتا .

أسرع الأطفال عائدين إلى بيوتهم و ملأوا أصص الزرع بالطين و بذروا الحبوب بها و اهتمّوا برعايتها بهمة

و نشاط شديدين, وكانت تداعب كثيرا منهم أحلام كبييرة فيرى كل واحد نفسه أميرا أوأميرة في القصر الملكي.

كان ( سونيري ) واحدا من هؤلاء الأولاد فهو يرغب بشدّة أن تكلّل جهوده بالنجاح , فأعدّ أصيصا كبيرا مـن

الزّرع و نخل التراب و بلّله بالماء ثم أدخل الحبوب برفق و عناية في الطين الذي جهّزه و ظلّ يرويها يوميّـا

بعناية و كرّس لهذا العمل كلّ جهده و وقته , لكن جهوده لم تثمر ! و ذهبت كلها عبثا و هباء ! فقد مرّ أسبوع

ثمّ عشرة أيام ... و لم يظهر في الأصيص أي شيء !

و أخيرا أقبل اليوم الذي يتعيّن فيه على الملك أن يذهب إلى المدينة ليشاهد الزهور التي زرعها أولاد المملكة ,

و منذ الفجر تجمّع الأطفال و هم يرتدون أبهى ثياب الأعياد و المناسبات الهامة في الشارع الذي يؤدي إلى

القصر الملكي , وكان كلّ طفل يضم إلى صدره أصيص زهوره كأنه كنز ثمين , وكانوا ينتظرون بلهــفة و

ترقّب أيّا من هذه النباتات سوف يحظى بإعجاب الملك أكثر من غيره ؟ و بالتالي أي طفل سيصبح أميرا أو

أميرة ؟ و على دقّات الطبول و الموسيقى تقدم رماة السهام أولا ثم أخذو يفسحون الطريق أمام موكب النبلاء و

الأعيان و كبار الموظفين و على رأسهم الملك الذي كان ينظر باهتمام و يتفحص بامعان شديد الأزهــار التــي

كانت تكوّن على جانبي الشارع شريطا متعدد الألـــــوان و الأشكال , فهذه زهور السوسن بألونهــــا الفاتحة و

الغامقة و الريحان الأبيض و الأرجواني و أذن الفأر ذات الرائحة الفوّاحة و الــنرجس الأصفر و الأبـــيض و

البنفسج المائل للأزرق و عصفور الجنة و الزنابق العطرة و براعم الورد المغطاة بالنّدى والقرنــــفل الوردي

و الأبيض و الأحمر و عبّاد الشمس الذهبي .. إنه بحر من الزهور .. لا بل هو محيط من الأزهار البيضـــــاء

و الذهبية و البنفسجية الحمراء ذات أوراق كالحرير أو المخمل تتألق جميعها كأنها جواهر ثمينة ! يا له مـــــن

مشهد يخلب الألباب ! و انتشرت الرائحة الفواحة لهذه الآلاف من الأزهار في الجوّ تحملها إلى الجميع نسمات

خفيفة , فينتشي الكل بعطرها الزّكي .

*يتبع*

زائر

قصة رووووووووووووووووووووووووووعة

شكرا لمرورك

تقبلى مرورى

حلوة القصة قوى

شكرا لمرورك

القصة جمييييييييييييييييييييييييييييييييلة

فين بقيتها ؟

بذور الأمانة *قصة حلوة اوي*

بذور الأمانة قصة حلوة اوي